شكّل رحيل نجم فريق إشبيليه الإسباني انطونيو بويرتا صدمة في الوسط الكروي، ولف حزن كبير النادي وجماهيره ومحبي كرة القدم والرياضة ليس فقط في إسبانيا بل في كل مكان.
كان أنطونيو بويرتا أحد اللاعبين الأساسين في تشكيلة المدرب خواندي راموس وامتاز بالسرعة ودقة التصويب كما كان لاعباً خلوقاً وشاباً (22 عاماً) له مستقبل واعد، ولعب دوراً أساسياً في تحقيق إشبيليه لعدد من الألقاب في الموسمين الماضيين.
بعيداً عن لغة الأرقام والإحصاءات والإنجازات والسيرة الذاتية والسرد التقليدي لمسيرة اللاعب، يبقى الأهم أن كرة القدم خسرت لاعباً مهماً كان على اتصال بالملايين من الناس وتداولوا اسمه على ألسنتهم ولربما صنع فرحتهم حينا وشاطروه حزنه وخيبة أمله أحيانا.
إن العلاقة التي تنشأ بين اللاعب والجماهير وإن كانت في حيثياتها وإطارها العام أحادية المعرفة ( الجمهور يعرف اللاعب وأخباره ويهتم بحياته) هي علاقة استثنائية، وتتعدى بُعد المشاهدة والمتابعة على أرض الملعب.
كثيرون هم من ينفعلون حين يغادر لاعب فريقاً ما لينتقل إلى آخر، كما أن كثيرين يرحبون بقدوم لاعب إلى الفريق، وآخرون يقلدون اللاعب في تسريحة شعره مثلا، أو يبتاعون حذاءً رياضياً يشبه حذائه، ومن الشبان الهواة أو الصغار من يحاول تقليد لاعب في حركة معينة أو طريقة احتفال بتسجيل هدف، والأمثلة كثيرة.
إن كل هذه الأمثلة تصب في خانة واحدة، وهي أننا ندخل أناساً إلى حياتنا ونحاول من خلال متابعتنا لهم أن نضفي لمسة معينة على شخصيتنا أو تصرفاتنا وبالتالي بطريقة غير مباشرة نحن نتأثر بهم، وهذا ما يفسر سرد وسائل الإعلام لأمور تتعلق بحياتهم الخاصة كالزواج أو وفاة أحد الأقارب أو نوع السيارة أو الهواية أو خلفياتهم الإجتماعية، لأن هذا السرد في إطاره العام هو مادة محببة لدى الجمهور للأسباب التي تم ذكرها.
من هنا، عندما نحدد ملامح هذه العلاقة التي هي أكبر مما تبدو عليه نعرف ماهية ما يجمعنا بهؤلاء اللاعبين، وعليه فإننا سنفتقد شخصاً كثيرا ما شاطرناه فرحه وحزنه من دون أن يعرف, وكثيراً ما أدخل الفرحة إلى قلوبنا من دون أن يعرف.. أنطونيو بويرتا.